تاريخ برنامج " شاتل" الامريكي

يصادف يوم 8 يوليو/تموز عام 2011 انطلاق آخر رحلة فضائية لمكوك "اطلنتس" الامريكي . كما انه سيتوج اختتام برنامج "سبايس شاتل" الامريكي الذي استمر 30 سنة.

ويعد هذا البرنامج برنامجا وطنيا امريكيا دشنته وكالة "ناسا" الامريكية للملاحة الفضائية، ووافق عليه الرئيس ريتشارد نيكسون عام 1972. وقدم الرئيس رونالد ريغان دعما له باعتباره فقرة هامة في مشروع "حرب النجوم" الذي اعلنه حينذاك بهدف مواجهة الاتحاد السوفيتي في مجال الفضاء. وقد بلغت نفقات البرنامج 11 مليار دولار. وتم صنع 6 نماذج للمكوك "شاتل" ومنها مكوك "انتربرايز" التجريبي و مكوك "كولومبيا" ومكوك "ديسكفري" ومكوك" اطلنتس" ومكوك " تشالنجر" ومكوك "انديفر". ويعتبر المكوك مزيجا بين الطائرة والمركبة الفضائية. ويتكون من 3 اقسام: اولها هو طائرة، وثانيها هو مسرعات صاروخية متعددة الاستخدام، وثالثها هو خزان الوقود المنفصل. وبوسع المكوك ايصال نحو 25 طنا الى المدار حول الارض.

وكان مكوك "كولومبيا" اول مكوك انطلق الى الفضاء، وذلك في 12 ابريل/نيسان عام 1981 . وقد تحقق لحد الآن 134 اطلاقا في اطار برنامج "شاتل " الامريكي .

وشهد البرنامج أكثر من حادث جوي وفضائي. لكن اخطرها وقع في 28 يناير/كانون الثاني عام 1986 حين انفجر مكوك "تشالنجر" على إثر انطلاقه من رأس كينيدي في ولاية فلوريدا الامريكية مما اودى بحياة افراد الطاقم كلهم. ووقع الحادث الثاني الاقل خطورة في 1 فبراير/شباط عام 2003 وتسبب فيه خلل في الطلاء المقاوم للحرارة وذلك اثناء عودة مكوك "كولومبيا" الى الارض. وفرض بعد ذلك الحظر على التحليقات الفضائية الامريكية لغاية عام 2005. وصار الاسطول الفضائي الامريكي يضم 3 نماذج فقط من السفن الفضائية وهي مكوك "ديسكفري" ومكوك "اطلنتس" ومكوك "انديفر". واتخذت ادارة الرئيس بوش الابن عام 2004 قرارا بالوقف التدريجي لبرنامج "شاتل". وكان مكوك "ديسكفري" اول مكوك طاله هذا القرار حيث قام بآخر رحلة فضائية له في 24 فبراير/شباط – 9 مارس/آذار عام 2011. وكان "ديسكفري" اول مكوك انطلق به رائد الفضاء الروسي، وهو سيرغي كريكاليوف. وفي 16 مايو/آيار قام مكوك "انديفر" بآخر رحلة فضائية له الى المحطة الفضائية الدولية . ومجموع الرحلات الفضائية التي قام بها 25 رحلة.

وسيقوم مكوك "اطلنتس" برحلته الفضائية الـ 33 . وتوكل اليه مهمة ايصال شحنة هامة من شأنها تأمين تشغيل المحطة الفضائية الدولية لغاية عام 2012.

وبعد اختتام برنامج "شاتل" يبقى برنامج "سيوز" الروسي وسيلة وحيدة لايصال رواد الفضاء الامريكيين والروس الى المحطة الفضائية الدولية. لكن واشنطن تعول على تسليم هذه الوظيفة الى شركات خاصة ستصنع برأيها سفنا فضائية حديثة.

المصدر: روسيا اليوم