الأخبار المصرية والعربية والعالمية واخبار الرياضة والفن والفنانين والاقتصاد من موقع الاخبار طريق الاخبار

اخبار التكنولوجيا والعلومإكتشافات وفضاء وعلوم › دراسة النفس عبر الخروج من الجسد

صورة الخبر: دراسة النفس عبر الخروج من الجسد
دراسة النفس عبر الخروج من الجسد

يذكّر الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام أخيراً (أُنظر «الحياة» في 19 آب/أغسطس 2013) عن بقاء أدمغة فئران في حال نشاط بعد وفاتها إكلينيكياً، بتجارب من نوع آخر حملت تسمية «تجارب خارج الجسد» («أوت سايد زي بودي اكسبيرينسس» Outside the Body Experiences). واعتبر البعض ما حدث للفئران تفسيراً لظواهر كمشاهدة نور في آخر النفق عند بشر شارفوا على الوفاة، أما تجارب الخروج من الجسد فإنها أجريت للتعمق في فهم نفسيّة البشر.
واكتشف فريقان علميّان في بريطانيا وسويسرا طُرُقاً لإرباك الإشارات الحسيّة التي يتلقاها الدماغ كي يتعرّف بواسطتها على ما يحيط به مكانيّاً وزمانيّاً، بطريقة تعطي إحساساً بـ«الوقوف» خارج الجسد، كأن من تُطبّق عليه هذه الطُرُق يتفرج على نفسه.
ونشر الفريقان بحوثهما في مجلة «ساينس» العلمية التي تنطق بلسان «الجمعية الأميركية لتقدم العلوم» أخيراً. إذ بيّن الدكتور هنريك إيهرسون من «معهد طب الأعصاب» في جامعة «يونيفيرسيتي كولدج- لندن»، أنه اهتمّ بموضوع أن يرى الناس «أنفسهم»، فكأن شيئاً منهم «خرج» لينظر الى المحل الذي «كان موجوداً فيه». ووصف إيهرسون ذلك الاهتمام بالقول «يهمني موضوع الشعور بأنّ النَفْس «كامنة» داخل الجسد المادي... وكذلك أن أعرف كيف «يَعْرِف» دماغي أنني أقف في هذه البقعة بالذات وفي هذه اللحظة تحديداً».
ماذا يحدث للنَفْس إذا تمكّن أحد الأشخاص من «نقل» عينيه إلى بقعة أخرى من الغرفة ليراقب نَفْسه وكأنه ينظر إليها من منظار خارجي؟ «أتتحرك النَفْس مع العيون أم تبقى داخل الجسد»؟ هكذا سأل إيهرسون نَفْسه.
وللحصول على إجابة، وضع على رؤوس متطوعين جالسين على مقاعد، أجهزة فيديو تسمح لهم بمشاهدة أنفسهم من الخلف بواسطة كاميرتي فيديو، واحدة لكل عين.
خلال التجربة، وقف باحث وراء المتطوعين، بحيث يمدّ عصا بلاستيكية في مجال نظرهم، تحت آلات التصوير، وفي الوقت ذاته يصوّب عصا اخرى لا يستطيعون رؤيتها، باتجاه صدورهم ويلمسها.
وأعلن متطوعون أنهم أحسوا بأنهم يقفون وراء أجسادهم ويراقبون أنفسهم. ووجد عدد كبير منهم هذا الشعور غريباً وحقيقياً، لكنه لم يكن مُخيفاً.
وفسّر إيهرسون الأمر بأن هؤلاء أحسّوا كأن مركز الوعي لديهم (أو ربما «النَفْس») خارج أجسادهم، لذا بدا لهم أنهم يشاهدون أجسادهم من منظار شخص آخر. وأضاف: «تتمثّل الفكرة الأساسية للتجربة بدراسة أثر التغيير في الصور المرئية على علاقتها بالمعلومات الحسيّة... إذ يسعى الدماغ دوماً إلى اختراق المعلومات الحسيّة. ويستطيع أن يخدع نَفْسه».

امتداد الجسد؟
أجرى إيهرسون اختباراً ثانياً وضع خلاله مجسّات على جلود المتطوعين لقياس مرور التيار الكهربائي في أعصاب الحسّ، ما يدلّ على ردّ الفعل العاطفي. وكرّر التجربة الموصوفة آنفاً، لكنه جعلهم يشاهدون مطرقةً تهوي على منطقة تحت آلة التصوير كما لو كانت على وشك أن تؤذي جزءاً غير مرئي من الجسد الذي يرونه من الخارج.
وسجّلت المجسات ردات فعل عاطفية كالخوف، ما يعني أنهم أحسوا بانتقال النَفْس من الجسد المباشر الى «الخارجي» الذي هوت عليه المطرقة.
يمكـن استخدام نتائج البحث في علم الأعصاب أو حتـى في بعض الصناعات المتطورة، مثل تقنيات المُحاكاة الافتراضية في الكومبيوتر، كما استخلص إيهرسون.
وفي تجربة متزامنة، استخدم فريق يرأسه أولاف بلانكه، الأستاذ في «مختبر الوظائف المعرفية للأعصاب» في جامعة «إيكول بوليتكنيك فيديرال» في لوزان- سويسرا، نظارات إلكترونية تُظهر «الواقع الافتراضي» Virtual Reality لأعين من يرتديها.
وعُرض على المشاركين في الاختبار أن يروا تصويراً ثلاثي الأبعاد لأجسادهم أو لدمية أو لشيء موضوع أمامهم. ثم عُرضت على أعينهم فرشاة تمرّ على الجهة الخلفية من الصورة، فيما يفرك أحدهم ظهور المشاركون إما بالتزامن مع الصورة أو في وقت مختلف.
ثم عُصِبَت أعين المشاركين. وأرجِعَت ظهورهم إلى الخلف. وطُلِب منهم أن يعودوا إلى وضعيتهم الأساسية.
واتّخذ الذين فُركت ظهورهم بالتزامن مع الصور الافتراضية الخاصة بهم أو للدمى البشرية، وضعية باتجاه الصورة. وفي المقابل، لم يتوصل الذين لم يروا الصورة أو الشيء الموضوع أمامهم، إلى فِعل ذلك الأمر. وبيّن بلانكه إن هدف تلك التجربة تمثّل في تحديد الدور الذي تلعبه الحواس في الوعي الشخصي.

المصدر: الحياة اللندنية

قد يعجبك أيضا...

أضف هذا الخبر إلى موقعك:

إنسخ الكود في الأعلى ثم ألصقه على صفتحك أو مدونتك أو موقعك

التعليقات على دراسة النفس عبر الخروج من الجسد

كن أول شخص وأضف تعليق على هذا الخبر الآن!

أكتب تعليقك
إسمك
البريد الإلكتروني

لن يتم إظهار بريدك الإلكتروني مع التعليق

الرقم السري
12946

من فضلك أكتب الرقم الظاهر أمامك في خانة الرقم السري

حمل تطبيق طريق الأخبار مجانا
إرسل إلى صديق
الأكثر إرسالا
الأكثر قراءة
أحدث أخبار العلم والتقنية